الثورة التونسية (والتي تعرف أيضًا بثورة الحرية والكرامة أو ثورة 17 ديسمبر أو ثورة 14 جانفي أو ثورة الياسمين)، هي ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي
الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته
ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي (وقد توفي البوعزيزي يوم الثلاثاء الموافق 4جانفي2011 في مستشفىبن عروس بسبب حروقه البالغة).
أدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم18 ديسمبر 2010
وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود
العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. ونتج عن هذه
المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى
من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن
،

أهم ما قيل في الثورة
دولة الزغاريـد بقلم: تميم البرغوثى
كيف نشكر أهل تونس، لا شكر يرقى لهداياهم لنا إلا أن نسير على خطاهم، لأن أول هداياهم هى تعليمهم لنا أن السير على خطاهم ممكن، أن الناس يقدرون على هذا، يقدرون على أن يرسلوا رؤساءهم ووزراء داخليتهم وضباط أمنهم ومعذبيهم إلى الجحيم، ثم ترفض الجحيم استقبالهم.
ما الفرق بين الرجل الخائف المتكلم بالدارجة المغدق الوعود على الناس متوسلا لهم توسلا ساطعا وبين الرجل نفسه قبلها بيومين، جسمه هو جسمه واسمه هو اسمه وماله لم ينقص درهما واعتراف عواصم العالم به لم يتغير، غاية الأمر أنه أصدر أمرا فرفض المأمور تنفيذه فسقط الرئيس. والمأمور فى هذه الحالة قد يكون ضابطا فى الجيش أو طالبة فى المظاهرة، كلاهما لم يطع فأصبح كل منهما رئيس نفسه، أصبح حرا ونال تلك التى نحلم بها كل يوم وليلة.
كيف نشكر أهل تونس، شكر التلميذ للمعلم، شكر الناس لمن أراهم أنهم قادرون، لمن ذكرهم أن لهم أيادى وأقداما وألسنة غفلوا عنها حتى ظنوا أنهم خلقوا بدونها، إن هداياهم لنا لا تنتهى. بادئ ذى بدء قد أهدونا أول ثورة شعبية ناجحة فى تاريخ العرب الحديث، إن ثورات مصر عام تسعة عشر والعراق عام عشرين وسوريا عام خمسة وعشرين وفلسطين عام ستة وثلاثين وإن كانت ثورات شعبية فإنها لم تفلح فى تغيير نظم الحكم التى خرجت عليها. أما باقى الحركات التى أفلحت فى تغيير نظم الحكم من بعد فكانت كلها انقلابات عسكرية دعمها الشعب أو لم يدعمها.
ثانيا لقد أهدانا أهل تونس أول ثورة عربية شعبية ناجحة ضد حاكم عربي، كانت الثورات المذكورة كلها تحركات ضد الاحتلال الأجنبي، وكانت الانقلابات الثورية اللاحقة لها فى معظمها ردود فعل على هزائم حربية أكثرها ضد إسرائيل. وقد قلنا من قبل إن حكوماتنا المحلية هى وسائل احتلال بالوكالة، وقد بدا للقوى الاستعمارية أن احتلالنا عبر وسطاء من أهلنا أنجح وأكفأ من الغزو العسكرى الأجنبى وكان دليلهم على ذلك أنا لا نثور على حكامنا من بنى جلدتنا حتى وإن فعلوا فينا ما كان يفعله المستعمر ويزيد، وحتى إن فعلوا ذلك لحساب المستعمر، وحتى إن أعلنوا نهارا جهارا أنهم يقتلوننا لحساب بريطانيا وفرنسا وأمريكا بل وإسرائيل ثم أسموها بالدول الحليفة والصديقة. فاليوم علمنا أهل تونس أن حجارة الانتفاضة قد لا تقتصر على دبابة إسرائيلية أو أمريكية فحسب، بل قد تطال كل سيارة شرطة عربية تعمل لحساب تلك الدبابات وتحالفها وتتعاون معها.
ثالثا: أهدانا أهل تونس أول ثورة شعبية عربية ناجحة قامت لأسباب اجتماعية واقتصادية. فقد كانت العادة من قبل أن الجوع والقهر عندنا لا يغيران الحكومات، وكأننا نرضى من حكامنا فقط بأن يكفوا عن قتلنا، فإن أخذوا رزقنا فهنيئا لهم فنحن أضعف من أن نثور حماية لأرزاقنا. وكأنا تعودنا الجلوس على المقاهى بلا عمل، وتعود شبابنا ألا ينالوا حقهم الإلهى فى الإلف لقلة مالهم، وتعودت صبايانا ألا يصبحن عرائس وأمهات ما لم يَسألنسؤالا مهينا عن الأثمان المدفوعة فيهن، وكأننا تعودنا أن يحولنا الفقر إلى شحاذين وبغايا ثم لا نغضب، ونحمد الله على أننا لم نمت ولم نعذب ولم نوضع فى قبو أو قبر. علمنا أهل تونس الغضب الحلال وأن عربة خضرة مبعثرة ثمارها على الأسفلت سبب كاف ليرحل رئيس الجمهورية وزوجته وأولاده وأقرباؤه وحلفاؤه وأصدقاؤه ويحرر الحيز الذى كان يحتله من الهواء والأشبار التى كان يقع ظله عليها من الأرض، كلها فداء عربة خضرة قلبت ظلما، فلم يسامح الناس فيها.
رابعا: أهدانا التونسيون ثورة انطلقت من الريف وأثمرت فى العاصمة، لقد كان أهل مصر مثلا قلقين من أن قدرتهم على الحشد فى الريف أكبر منها فى العاصمة لتركز الأمن بها ووجود خطط لأغلاق منافذها، بل إن شوارعها صممت بحيث تقسمها الأسوار الحديدية فلا يمكن للناس أن يتظاهروا فيها. أقول لقد أهدانا أهل تونس ثورة ولدت حيث ولدت فلم يشأ لها الناس أن تموت، وخرجوا من بلدة إلى أختها حتى وصلوا إلى وزارة الداخلية، هى ثورة مستضعفين حقا لا مجازا، ومهمشين بكل ما فى الكلمة من معنى، وقد انتصرت بكل ما فى الكلمة من معنى.
خامسا: أهدانا أهل تونس مثلا يحتذى فى الحكمة ورباطة الجأش، فبعد هروب الرئيس أطلق بعض أعوان النظام السابق جماعات من النهابين تعتدى على الخلق فى دورهم، ففهم الناس، وفهموا كلهم وفى نفس اللحظة، أنها خطة دبرت بليل لوصم الثورة بالفوضى، ولكى يترحم الناس على الشرطة التى انتصروا عليها ويطلبوا منها العون ضارعين. فما كان من الناس إلا أن شكلوا لجانهم هم، شرطة منهم ومن أبنائهم، لم تتعود على الضرب والسحل والتعذيب والرشوة، بل أهل الأحياء يحمون أمهاتهم وأخواتهم وأخوانهم وأنفسهم ودورهم، مثال والله بعيد المغزى، فقد أقام الناس دولتهم بعد الدولة وبعيدا عنها، استقلوا عن الدولة التى لم تكن إلا امتدادا لاحتلالهم واستمرارا لاستعبادهم. ربما رأى معظم القراء ذلك التسجيل المصور من شارع الحبيب بورقيبة ليلا حيث نادى مناد يا أهل تونس ارفعوا رؤوسكم ولا تخافوا من أحد بعد، فأجابته النساء بالزغاريد، ثم أجابتهن نساء أخريات بزغاريد أخرى من آخر الشارع.
أيها الناس هذه الزغاريد هى الثورة وهى الدولة، هى تكاتفنا وحسن ظننا بأنفسنا، هى إعلان سند وحلف، وليس العقد الاجتماعى الذى تقوم عليه النظم السياسية إلا حلفا بيننا مفصلا بعض الشيء. لقد أهدانا أهل تونس ولو لثوان دولة من الزغاريد، وحلفا من الناس تعاقدوا على ألا يجور أحد على أحد، وأن يكونوا يدا على من جار وظلم، وأن ذمتهم واحدة، وليست الدولة إلا عقدا كهذا ما لم يغفل عنها أهلها فيميل بها الظالمون.
تعلمنا فشكرا لأهل تونس، ولن يعود لهم شاه ولا شاهبور، فاليوم أصبح للعرب فى الثورات الشعبية نصيب كجيرانهم. وأما حكامنا الذين يحكموننا من ثلاثين سنة فليخافوا، ولا نلومن إلا أنفسنا إن لم يفعلوا. لا يوجد الحاكم إلا فى خيال المحكوم، وبعض الحكام عبء حتى على الخيال.
ما الفرق بين الرجل الخائف المتكلم بالدارجة المغدق الوعود على الناس متوسلا لهم توسلا ساطعا وبين الرجل نفسه قبلها بيومين، جسمه هو جسمه واسمه هو اسمه وماله لم ينقص درهما واعتراف عواصم العالم به لم يتغير، غاية الأمر أنه أصدر أمرا فرفض المأمور تنفيذه فسقط الرئيس. والمأمور فى هذه الحالة قد يكون ضابطا فى الجيش أو طالبة فى المظاهرة، كلاهما لم يطع فأصبح كل منهما رئيس نفسه، أصبح حرا ونال تلك التى نحلم بها كل يوم وليلة.
كيف نشكر أهل تونس، شكر التلميذ للمعلم، شكر الناس لمن أراهم أنهم قادرون، لمن ذكرهم أن لهم أيادى وأقداما وألسنة غفلوا عنها حتى ظنوا أنهم خلقوا بدونها، إن هداياهم لنا لا تنتهى. بادئ ذى بدء قد أهدونا أول ثورة شعبية ناجحة فى تاريخ العرب الحديث، إن ثورات مصر عام تسعة عشر والعراق عام عشرين وسوريا عام خمسة وعشرين وفلسطين عام ستة وثلاثين وإن كانت ثورات شعبية فإنها لم تفلح فى تغيير نظم الحكم التى خرجت عليها. أما باقى الحركات التى أفلحت فى تغيير نظم الحكم من بعد فكانت كلها انقلابات عسكرية دعمها الشعب أو لم يدعمها.
ثانيا لقد أهدانا أهل تونس أول ثورة عربية شعبية ناجحة ضد حاكم عربي، كانت الثورات المذكورة كلها تحركات ضد الاحتلال الأجنبي، وكانت الانقلابات الثورية اللاحقة لها فى معظمها ردود فعل على هزائم حربية أكثرها ضد إسرائيل. وقد قلنا من قبل إن حكوماتنا المحلية هى وسائل احتلال بالوكالة، وقد بدا للقوى الاستعمارية أن احتلالنا عبر وسطاء من أهلنا أنجح وأكفأ من الغزو العسكرى الأجنبى وكان دليلهم على ذلك أنا لا نثور على حكامنا من بنى جلدتنا حتى وإن فعلوا فينا ما كان يفعله المستعمر ويزيد، وحتى إن فعلوا ذلك لحساب المستعمر، وحتى إن أعلنوا نهارا جهارا أنهم يقتلوننا لحساب بريطانيا وفرنسا وأمريكا بل وإسرائيل ثم أسموها بالدول الحليفة والصديقة. فاليوم علمنا أهل تونس أن حجارة الانتفاضة قد لا تقتصر على دبابة إسرائيلية أو أمريكية فحسب، بل قد تطال كل سيارة شرطة عربية تعمل لحساب تلك الدبابات وتحالفها وتتعاون معها.
ثالثا: أهدانا أهل تونس أول ثورة شعبية عربية ناجحة قامت لأسباب اجتماعية واقتصادية. فقد كانت العادة من قبل أن الجوع والقهر عندنا لا يغيران الحكومات، وكأننا نرضى من حكامنا فقط بأن يكفوا عن قتلنا، فإن أخذوا رزقنا فهنيئا لهم فنحن أضعف من أن نثور حماية لأرزاقنا. وكأنا تعودنا الجلوس على المقاهى بلا عمل، وتعود شبابنا ألا ينالوا حقهم الإلهى فى الإلف لقلة مالهم، وتعودت صبايانا ألا يصبحن عرائس وأمهات ما لم يَسألنسؤالا مهينا عن الأثمان المدفوعة فيهن، وكأننا تعودنا أن يحولنا الفقر إلى شحاذين وبغايا ثم لا نغضب، ونحمد الله على أننا لم نمت ولم نعذب ولم نوضع فى قبو أو قبر. علمنا أهل تونس الغضب الحلال وأن عربة خضرة مبعثرة ثمارها على الأسفلت سبب كاف ليرحل رئيس الجمهورية وزوجته وأولاده وأقرباؤه وحلفاؤه وأصدقاؤه ويحرر الحيز الذى كان يحتله من الهواء والأشبار التى كان يقع ظله عليها من الأرض، كلها فداء عربة خضرة قلبت ظلما، فلم يسامح الناس فيها.
رابعا: أهدانا التونسيون ثورة انطلقت من الريف وأثمرت فى العاصمة، لقد كان أهل مصر مثلا قلقين من أن قدرتهم على الحشد فى الريف أكبر منها فى العاصمة لتركز الأمن بها ووجود خطط لأغلاق منافذها، بل إن شوارعها صممت بحيث تقسمها الأسوار الحديدية فلا يمكن للناس أن يتظاهروا فيها. أقول لقد أهدانا أهل تونس ثورة ولدت حيث ولدت فلم يشأ لها الناس أن تموت، وخرجوا من بلدة إلى أختها حتى وصلوا إلى وزارة الداخلية، هى ثورة مستضعفين حقا لا مجازا، ومهمشين بكل ما فى الكلمة من معنى، وقد انتصرت بكل ما فى الكلمة من معنى.
خامسا: أهدانا أهل تونس مثلا يحتذى فى الحكمة ورباطة الجأش، فبعد هروب الرئيس أطلق بعض أعوان النظام السابق جماعات من النهابين تعتدى على الخلق فى دورهم، ففهم الناس، وفهموا كلهم وفى نفس اللحظة، أنها خطة دبرت بليل لوصم الثورة بالفوضى، ولكى يترحم الناس على الشرطة التى انتصروا عليها ويطلبوا منها العون ضارعين. فما كان من الناس إلا أن شكلوا لجانهم هم، شرطة منهم ومن أبنائهم، لم تتعود على الضرب والسحل والتعذيب والرشوة، بل أهل الأحياء يحمون أمهاتهم وأخواتهم وأخوانهم وأنفسهم ودورهم، مثال والله بعيد المغزى، فقد أقام الناس دولتهم بعد الدولة وبعيدا عنها، استقلوا عن الدولة التى لم تكن إلا امتدادا لاحتلالهم واستمرارا لاستعبادهم. ربما رأى معظم القراء ذلك التسجيل المصور من شارع الحبيب بورقيبة ليلا حيث نادى مناد يا أهل تونس ارفعوا رؤوسكم ولا تخافوا من أحد بعد، فأجابته النساء بالزغاريد، ثم أجابتهن نساء أخريات بزغاريد أخرى من آخر الشارع.
أيها الناس هذه الزغاريد هى الثورة وهى الدولة، هى تكاتفنا وحسن ظننا بأنفسنا، هى إعلان سند وحلف، وليس العقد الاجتماعى الذى تقوم عليه النظم السياسية إلا حلفا بيننا مفصلا بعض الشيء. لقد أهدانا أهل تونس ولو لثوان دولة من الزغاريد، وحلفا من الناس تعاقدوا على ألا يجور أحد على أحد، وأن يكونوا يدا على من جار وظلم، وأن ذمتهم واحدة، وليست الدولة إلا عقدا كهذا ما لم يغفل عنها أهلها فيميل بها الظالمون.
تعلمنا فشكرا لأهل تونس، ولن يعود لهم شاه ولا شاهبور، فاليوم أصبح للعرب فى الثورات الشعبية نصيب كجيرانهم. وأما حكامنا الذين يحكموننا من ثلاثين سنة فليخافوا، ولا نلومن إلا أنفسنا إن لم يفعلوا. لا يوجد الحاكم إلا فى خيال المحكوم، وبعض الحكام عبء حتى على الخيال.
حكمت، فظلمت، وأجرمت، فطردت يا بن على بقلم رضوان آدم
حكمت، فظلمت، وأجرمت، فطردت يا بن على.هذا أكثر تعبير مهذب، يمكن أن أوجهه للطاغية زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي السابق. في كل الأحوال ، تحية لروح الشهيد محمد بو عزيزي ، الذي أشعل شرارة الثورة الشعبية التونسية في منطقة قهر وموات ويأس وتعذيب ، تساوي في كل معاجم السياسة والتاريخ " المنطقة العربية ". شكرا لبوعزيزي العظيم، وعفوا أيتها المعارضة المصرية المراهقة، شكرا لك يا بو عزيزي لأنك أجبرت الرئيس مبارك على عقد اجتماع طارئ مع أعضاء حكومته ، لوقف استفزاز المواطنين، وتأجيل فرض ضرائب ورفع أسعار السلع الأساسية ، شكرا يا شهيد، شكرا يا شهداء ثورة تونس، لأنكم أنتم ، وليس النخبة التونسية الضيقة، من رويتم بأرواحكم شجرة الحرية، وأعدتم الكرامة للشعب التونسي المقهور. أعدتم الكرامة والهيبة لدور الجماهير في صنع التاريخ. وغدا تعيدون الكرامة لجماهير مصر والأردن والجزائر وليبيا والسودان، واليمن،وممالك ما قبل اكتشاف النار في منطقة الخليج.
********
ثلاث ملاحظات عن تونس الحرة ومصر المحتلة:
(1) - قبل ثلاثة أيام في تونس: تصاعد وتيرة الثورة الشعبية، ومئات الآلاف من المتظاهرين يطوقون وزارة الجلادين " الداخلية". قبل ثلاثة أيام في مصر: المنتخب القومي إلى نهائي دورة حوض النيل مع أوغندا بعد سحق كينيا بخماسية . قبل ثلاثة أيام في تونس : الجماهير الغاضبة التي تملأ شوارع العاصمة والقصرين وتالا وسيدي بوزيد تسحق نظام الطاغية بن علي وترفع الأعلام الوطنية واليافطات التي تطلب بالخبز والماء والحرية . قبل ثلاثة أيام في تونس ومصر: ملايين التوانسة في الشوارع يبكون في الشوارع فرحا بعد تأكد نبأ رحيل الفأر بن علي بطائرته إلى السعودية، والجماهير المصرية في السرير تتساءل بقلق عارم: ممكن نكسب أوغندا ؟ . حقا هذا ممكن ؟ . الإجابة قاصفة لعقول ملايين المصريين. وما يزيد الأوضاع اضطرابا ، هو أن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب ، صرح ، السبت ، لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" ، بأن المباراة صعبة . !
(2) - قبل يوم واحد في تونس: لجان شعبية مدنية تتألف من طلبة وعمال ومثقفين ، ونقابيين ، تنتشر في الأحياء لتحمي مكتسبات ثورتهم تعتقل مدير الأمن الرئاسي في عهد الرئيس المخلوع، على السرياطي ، والجيش يعتقل السفاح ، وزير الداخلية السابق ، رفيق بلحاج ، و قيس بن علي، ابن شقيق الرئيس الهارب ، والنقابات والأحزاب السياسية المعارضة تتأهب لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ساعات . قبل يوم واحد في مصر: الجماهير تتلهف لمشاهدة مباراة مصر وأوغندا غدا، ووقفتان رمزيتان، واحدة أمام السفارة التونسية بالقاهرة، وأخرى على سلالم نقابة الصحفيين. مائتا شخصية معارضة تمثل أطياف نخبة، علاقة لها بالجماهير، هتفت، وهتفت، فتعبت ، ثم ذهبت لقواعدها آمنة على المقاهي .
(3) - قول يا محمد ويا بولس .. لازم مصر تحصل تونس !
********
ثلاث ملاحظات عن تونس الحرة ومصر المحتلة:
(1) - قبل ثلاثة أيام في تونس: تصاعد وتيرة الثورة الشعبية، ومئات الآلاف من المتظاهرين يطوقون وزارة الجلادين " الداخلية". قبل ثلاثة أيام في مصر: المنتخب القومي إلى نهائي دورة حوض النيل مع أوغندا بعد سحق كينيا بخماسية . قبل ثلاثة أيام في تونس : الجماهير الغاضبة التي تملأ شوارع العاصمة والقصرين وتالا وسيدي بوزيد تسحق نظام الطاغية بن علي وترفع الأعلام الوطنية واليافطات التي تطلب بالخبز والماء والحرية . قبل ثلاثة أيام في تونس ومصر: ملايين التوانسة في الشوارع يبكون في الشوارع فرحا بعد تأكد نبأ رحيل الفأر بن علي بطائرته إلى السعودية، والجماهير المصرية في السرير تتساءل بقلق عارم: ممكن نكسب أوغندا ؟ . حقا هذا ممكن ؟ . الإجابة قاصفة لعقول ملايين المصريين. وما يزيد الأوضاع اضطرابا ، هو أن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب ، صرح ، السبت ، لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" ، بأن المباراة صعبة . !
(2) - قبل يوم واحد في تونس: لجان شعبية مدنية تتألف من طلبة وعمال ومثقفين ، ونقابيين ، تنتشر في الأحياء لتحمي مكتسبات ثورتهم تعتقل مدير الأمن الرئاسي في عهد الرئيس المخلوع، على السرياطي ، والجيش يعتقل السفاح ، وزير الداخلية السابق ، رفيق بلحاج ، و قيس بن علي، ابن شقيق الرئيس الهارب ، والنقابات والأحزاب السياسية المعارضة تتأهب لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ساعات . قبل يوم واحد في مصر: الجماهير تتلهف لمشاهدة مباراة مصر وأوغندا غدا، ووقفتان رمزيتان، واحدة أمام السفارة التونسية بالقاهرة، وأخرى على سلالم نقابة الصحفيين. مائتا شخصية معارضة تمثل أطياف نخبة، علاقة لها بالجماهير، هتفت، وهتفت، فتعبت ، ثم ذهبت لقواعدها آمنة على المقاهي .
(3) - قول يا محمد ويا بولس .. لازم مصر تحصل تونس !
د. زكـى سـالم يكتب: انتصار شـعب
تهنئة من صميم القلب إلى شعب تونس العظيم ، فقد انتصر في معركته الشرسة مع نظام حكم ديكتاتوري قبع فوق صدور الناس في تونس لمدة ثلاثة وعشرين عاما من القهر ، والفساد ، والإهانة ، والاستبداد.
وقد كانت البداية من شاب متعلم تعليما عاليا ، لم يجد عملا شريفا ليكسب قوت يومه ، فوقف يبيع الخضار والفاكهة في الشارع ، لكن أتباع نظام الحكم رفضوا أن يسمحوا له بذلك ، وصادروا ما كان يبيعه ، فقرر الشاب " محمد البو عزيزي " أن يحتج على كل ما يعانيه ، وكان احتجاجه صارخا ومؤلما ، إذ أشعل النار في نفسه ، وتكرر هذا الفعل المعبر عن اليأس الشامل ، والإحباط الكامل ، ومن ثم تحركت شـعلة النار في طول البلاد وعرضها ، وهب الشعب المقهور يطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان .
وعلى مدى شهر واحد تخلص الشعب من جلاديه ! وصدقت كلمات شاعر تونس العظيم أبو القاسم الشابى : -
"إذا الشعب
يوما أراد الحياة
فلابد أن
يسـتجيب القـدر ."
فكل محاولات زين العابدين بن على ، وهو الخـبير المتمرس بعمل المخابرات والأمن العام ، وهو السياسي الداهية الذي انقلب على رئيسه الحبيب بورقيبة ، وهو الحاكم القوى الذي استقر على سدة الحكم كل هذه السنوات الطويلة ، زين العابدين بن على هذا لم يدرك حجم ما صنعه طوال هذه السنين من قهر وظلم وفساد واستبداد ، حتى أنه في آخـر كلماته إلى الشعب آخذ يقول : " أنا فهمتكم " ، وكررها مـرات " فهمتكم " ، فماذا فهم هذا الطاغية في آخر أيامه ؟!لكن الشعب التونسي الواعي أكمل ثورته المجيدة ، وآخذ يهتف بإصرار : " تونس حرة . . بن على بره ".
وهكذا عبر الشعب عن قراره الحاسم ، فهرب الديكتاتور القاتل إلى خارج البلاد . كما توجه الشعب بمنتهى الشجاعة إلى وزارة الداخلية ، وهى التي كان يخشى المواطن التونسي العادي من أن يمر أمامها ، فإذا بهم يحيطون بها ويهتفون بقوة : "وزارة الداخلية . . وزارةإرهابية ."
صحيح مات العشرات من أشجع أبناء تونس ، وأصيب المئات من الرجال والنساء بطلقات الرصاص الحي من قواتالأمن التابعة لنظام يعادى شعبه . لكن الشعب انتصر في النهاية ، وتخلص من الطاغية.
والآن كم من نظام عربي لا يختلف في شيء عن نظام زين العابدين بن على ؟
فهل تتصور أن يتعظ حاكم من حكامنا الأفاضل بما حدث في تونس ؟ طبعا لا يمكن أن يتغير أي منهم ، فكل منهم يظن نفسه مختلفا تماما عن الآخرين ، وكل منهم لا يرى حقيقة ذاته ، بالضبط كما كان النميرى ، وصدام ، وبن على ، وغيرهم من الطواغيت .
وذلك بالرغم من أن المظاهرات المشابهة تهب في مصر والجزائر والمغرب والأردن واليمن وغيرها ، فمشاكل شعوبنا واحدة ، فساد واستبداد وقمع للحريات وقهر للشعوب وسرقة للثروات و.. و.. و.. أن انتصار شعب تونس ، هو انتصار للشعوب العربية جميعا ، وكما حدث مع دول أوربا الشرقية ، حين ثارت شعوبها ضد الديكتاتوريات الحاكمة ، وآخذت تتحرر الواحدة بعد الأخرى ، وتتحول من نظم شمولية إلى نظم ديمقراطية ، كذلك – إن شاء الله – ستتحرك الشعوب العربية ، وستهب للدفاع عن حقوقها المسلوبة وكرامتها المستباحة ، فالتغيير قادم ، قادم لا محالة ، فشعوبنا تستحق أن تعيش بكرامة ، وهى جديرة – بعد أن تدفع الثمن - بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كغيرها من شعوب العالم
وقد كانت البداية من شاب متعلم تعليما عاليا ، لم يجد عملا شريفا ليكسب قوت يومه ، فوقف يبيع الخضار والفاكهة في الشارع ، لكن أتباع نظام الحكم رفضوا أن يسمحوا له بذلك ، وصادروا ما كان يبيعه ، فقرر الشاب " محمد البو عزيزي " أن يحتج على كل ما يعانيه ، وكان احتجاجه صارخا ومؤلما ، إذ أشعل النار في نفسه ، وتكرر هذا الفعل المعبر عن اليأس الشامل ، والإحباط الكامل ، ومن ثم تحركت شـعلة النار في طول البلاد وعرضها ، وهب الشعب المقهور يطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان .
وعلى مدى شهر واحد تخلص الشعب من جلاديه ! وصدقت كلمات شاعر تونس العظيم أبو القاسم الشابى : -
"إذا الشعب
يوما أراد الحياة
فلابد أن
يسـتجيب القـدر ."
فكل محاولات زين العابدين بن على ، وهو الخـبير المتمرس بعمل المخابرات والأمن العام ، وهو السياسي الداهية الذي انقلب على رئيسه الحبيب بورقيبة ، وهو الحاكم القوى الذي استقر على سدة الحكم كل هذه السنوات الطويلة ، زين العابدين بن على هذا لم يدرك حجم ما صنعه طوال هذه السنين من قهر وظلم وفساد واستبداد ، حتى أنه في آخـر كلماته إلى الشعب آخذ يقول : " أنا فهمتكم " ، وكررها مـرات " فهمتكم " ، فماذا فهم هذا الطاغية في آخر أيامه ؟!لكن الشعب التونسي الواعي أكمل ثورته المجيدة ، وآخذ يهتف بإصرار : " تونس حرة . . بن على بره ".
وهكذا عبر الشعب عن قراره الحاسم ، فهرب الديكتاتور القاتل إلى خارج البلاد . كما توجه الشعب بمنتهى الشجاعة إلى وزارة الداخلية ، وهى التي كان يخشى المواطن التونسي العادي من أن يمر أمامها ، فإذا بهم يحيطون بها ويهتفون بقوة : "وزارة الداخلية . . وزارةإرهابية ."
صحيح مات العشرات من أشجع أبناء تونس ، وأصيب المئات من الرجال والنساء بطلقات الرصاص الحي من قواتالأمن التابعة لنظام يعادى شعبه . لكن الشعب انتصر في النهاية ، وتخلص من الطاغية.
والآن كم من نظام عربي لا يختلف في شيء عن نظام زين العابدين بن على ؟
فهل تتصور أن يتعظ حاكم من حكامنا الأفاضل بما حدث في تونس ؟ طبعا لا يمكن أن يتغير أي منهم ، فكل منهم يظن نفسه مختلفا تماما عن الآخرين ، وكل منهم لا يرى حقيقة ذاته ، بالضبط كما كان النميرى ، وصدام ، وبن على ، وغيرهم من الطواغيت .
وذلك بالرغم من أن المظاهرات المشابهة تهب في مصر والجزائر والمغرب والأردن واليمن وغيرها ، فمشاكل شعوبنا واحدة ، فساد واستبداد وقمع للحريات وقهر للشعوب وسرقة للثروات و.. و.. و.. أن انتصار شعب تونس ، هو انتصار للشعوب العربية جميعا ، وكما حدث مع دول أوربا الشرقية ، حين ثارت شعوبها ضد الديكتاتوريات الحاكمة ، وآخذت تتحرر الواحدة بعد الأخرى ، وتتحول من نظم شمولية إلى نظم ديمقراطية ، كذلك – إن شاء الله – ستتحرك الشعوب العربية ، وستهب للدفاع عن حقوقها المسلوبة وكرامتها المستباحة ، فالتغيير قادم ، قادم لا محالة ، فشعوبنا تستحق أن تعيش بكرامة ، وهى جديرة – بعد أن تدفع الثمن - بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كغيرها من شعوب العالم
No comments:
Post a Comment